قدّم رابية الملقب بـ»ذاكرة المسرح في الجزائر» قصيدة بيوغرافية عن المرحوم اسطنبولي، مؤكدا فيها بأنه كان مايسترو عملاق، وواحد من رواد المسرح الجزائري، لكونه من مواليد سنة 1914، إلى جانب أنه كان مخضرما، متكاملا وشاملا، وواكب شيوخ وعظماء المسرح الجزائري، فضلا على أنه كان مناضلا في الحركة الوطنية على غرار باقي الفنانين، ناعتا مسيرته الفنية والنضالية بأنها لم تأخذ حقها كما يجب، معتقدا بأن مثل هذه التظاهرات هي فرصة هامة للإشادة بأعماله وإبراز نضاله، واستطرد رابية في قصيدته يا الراحل التي سرقت عقول وجوارح المشاركين، بأنه كتب 5 ألاف قصيدة وشارك كممثل ومبدع، كما كتب الأغاني وغنى له القبي، نادية بن يوسف، شاعو، ولقد كان بحق فنان متنوع، إلى جانب أنه أسس العديد من الجمعيات المختلفة لكونه كان عضوا فعالا في المجتمع.
وقال رابية بأن الفنان الراحل كان له بعد وقبل الاستقلال مسار غني ومتنوع، فضلا على أنه كوّن فرقة في سونطراك وشجع الشباب للعمل في المسرح، علاوة على أنه اختطف المهنة من المستعمر بقصد التكوين وتربية الأجيال، على أساس أنه كان موقضا للحس والشعور والضمائر نحو قضية بلاده الجزائر أثناء الحقبة الاستعمارية، خاصة وأنه لاحظ لهفة وعشقا من الجمهور للخشبة، ووصف رابية جل أعماله بأنها كانت مرتجلة كون أن المسرحيين كانوا يغيرون النصوص تماشيا لما هو مطلوب من الثورة، وكان الجمهور يتجاوب معهم ومع تلميحاتهم، كاشفا بأن له مشروع نشر 20 كتيبا «بحوث» لأشهر المسرحيين لتسهيل المقروئية بما في ذلك واحدة للمحتفى به، معددا في هذه القصيدة المؤثرة أهم المحطات الخاصة به، كونه كبر وترعرع في أسرة متخلقة، وتعلم بمدرسة كولونيالية، ومتشعب الهوايات، ويملك قدرات ومواهب فنية كبيرة، كما ألف 40 مسرحية في مختلف الأنواع، وكتب 10 سيناريوهات، مخلفا بذلك تراثا رائعا ترجم عشرات المسرحيات، إلى جانب أنه كان قدوة ومنارة واتخذ اسما مستعارا «رضا بابي» وقت حزب الشعب الجزائري، كما أنه اكتشف الفنان أحمد عياد «رويشد»، والفنانة عويشات، وألف أجمل نشيد وطني وأول مؤسسة للحركة الكشفية، كان له دور فعال وايجابي في الحركة الوطنية، يقول رابية، حيث عايش الحرب العالمية الثانية، وكان نموذجا حيا للفنان محيي الدين بشطارزي ورشيد قسنطيني، وعلالو، واصفا المكرم في هذه الندوة بأنه كان ابن عصره ومحافظا ومن عائلة نخبوية، وأعطى دفعا كبيرا للحركية المسرحية، والنضالية، بدليل أنه أنجب أبناء، هم اليوم نقاد مسرحيين، فضلا على أن المدية أنجبت الكثير، كما أنه كان مقاوما شرسا وعنصرا فعالا ضمن المنظمة السرية، وسجن سنة 1957 من طرف فرنسا بسبب نشاطه السياسي والثقافي والتربوي.
رابية أكد أيضا بأن محبوب كان غيورا على اللغة العربية، بدليل أنه أصدر كتابا لحمايتها، موصيا في شهادته المؤثرة بضرورة إخضاع الشباب للتكوين، ومنح اسمه لإحدى المؤسسات مع نشر منتجاته في أقرب وقت.